الناس كالإبل المائة !!
وقفة يسيرة عند حديث
النبي صلى الله عليه وسلم يقول
(إنما الناس كالإبل المائة لاتكاد تجد فيها راحلة )*
حديث عظيم
معناه أن الناس ترونهم كالإبل أشكالها هيئاتها وإعتقادهاوهمها وإستباقها إنما يكون للخير
ولوسألنا أيها يصلح راحلة فهذه الإبل الكثير لاتكاد في المائة تجد راحــلة واحدة
ربما نجدكثير من الناس وهبه الله كثير من النعم والجوارح السليمة ومع ذلك لاينتفع به !!
ليس راحلة !!!
والإبل عندما تشترى ماذا يراد منها ؟
متى تكون فائدتها كيف تنفعنا ؟
لاتنفع الإبل إلا إن كان يرحل عليها إما أن يركبها الشخص
أويركب عليها بالمتاع وغيره ربما تكون منافع أخرى كلحمها وغير ذلك ولكن هم يقصدون
-الإنتفاع المتعدي في إستمراريته تنفع أكثر من مرة-
تخيلو إنسان عنده مائة بعير !
لو سألناه مالذي تستفيد منه من هذه المائة يقول
لا أستفيد إلا من واحدة إذن مالفائدة !؟
وهكذا الناس
لو ضربنا مثال بالداعيات أو المستقيمات
السؤال المهم كيف نقضي أيامنا وكيف مضت أعمارنا وبماذا سخرنا هذه الأوقات حتى نسأل أنفسنا هل نحن فعلا راحلة !؟أولا ؟
قد يكون عندالواحد منا طاقات كثيرة لاينتفع بها لا لنفسه ولالغيره
لو سألنا واحدة ماحالك تقول والله مشغولة ؟!
وإذا تأملنا في شغلها لم نجد أنها مشغولة بالأشغال المهمة التي ربما يكون فيها نفع كبير
أصبح الناس اليوم مشغولين بلا شغل !!
مالذي أشغلهم !!
أشغلهم إنفتاح الحياة الدنيا ومافيها من زخارف ولهوات
ولما شكي إلى ابن عمر رضي الله عنه مايجدونه من الحجاج
الحجاج كان يسفك الدماء يضرب الناس ويظلمهم وكان يبطش بهم فشكوا لابن عمر
فقال ابن عمر أنه ( لايأتي عليكم زمان إلا والذي بعده شر منه )
هكذا سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم
يعني لايأتي زمان ألا والذي بعده أكثر إنشغالا وأكثر إنفتاحاوأكثر إنصرافاً
عن الخير ولهذا كانت العبادة في زمن الهرج
كهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
لإن العبادة تكون صعبة
وعودة للحديث
إنما الناس كالإبل المائة لاتكاد تجد فيها راحلة
لو إستعرضناه في ميادين كثيرة
لو ذهبنا لقيام الليل لم نجد إلا قلة !
ولو ذهبنا لطريق طلب العلم لم نجد إلا قلة !
والصيام لم نجد إلا قلة !القرآن وختم القرآ ن لم نجد إلا قلة !
لو بحثنا عن الذاكرات الله كثيرا لم نجد إلا قلة !
لو بحثنا عن الداعيات لم نجد إلا قلة !ومن يهتم بنشر الخير لمن نجد إلا قلة !
وكذلك لو بحثنا عن قضية إنكار المنكر لن نجد إلا قلة!
هذه القلة هي الراحلة
النبي يخبرنا عن شيء واقع
لا نكاد نجد راحلة
أصبح الإنسان في منافذ كثيرة في الخير لا يجد نفسه يوفق للطاعات ؟؟
ولماذا لايبادر!
لإن الإنسان أنشغل بلاشغل !
حتى تقاعس وإذا تقاعس أخشى أن يكون كره الله عز وجل إنبعاثه
فثبطه نفسه عن فعل الطاعات
كلام جميل لشيخنا ابن عثيمين رحمة الله عليه عن قول الله جل في علاه
( ولكن كره الله إنبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين )يقول الشيخ رحمة الله عليه هذا فيه تحذير شديد لمن رأى من نفسه أنه مثبط عن الطاعة فلعل الله تعالى كره أن يكون هذا الرجل من عباده المطيعين له فثبطه عن الطاعه نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
فاحذر وفتش إذا رأيت نفسك متكاسل عن الخير اخشى ان يكون الله تعالى كره إنبعاثك ثم أعد النظر مرة ثانية وصبر نفسك وأرغمها على الطاعة واليوم تفعلها كراهاً وغداً تفعلها طائعاً هينة عليك إلى نهاية كلامه رحمة الله عليه .
*لاتفرطي في الطاعات التي وهبك الله إياها لإنه قد يأتي عليك زمان تتكاسلين عن هذه الطاعة أبلغ من هذا لو تأملت في واقعك القريب قبل سنتين أوثلاث هناك طاعات كنت محافظة عليها وذهبت والله المستعان هناك سنن ذهبت !!
ينبغي أن لاتتهاوني في الطاعة ومع كثرة المشاغل قل الناصحون
لاتكاد تجدين أخت تنصحك تقول كيفك في الصيام وطلب العلم والقيام قلة من تجدين تنصحك!
وهذا مصداق الحديث (إنما الناس كالإبل المائة لاتكاد تجد فيها راحلة )
نسأل الله أن يجعلنا رواحل يرحل عليها كثير من النفع
.......
دون من اللقاء المفتوح لفضيلة شيخناعبدالله الفريح
حفظه الله
المنارة العلمية
**عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ((إِنَّمَا النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً)). [ورواه أيضاً الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد وغيرهم].
